








قد تتصور أن الأمراض الجلدية يسيرة التشخيص، سهلة العلاج؛ فماهي إلا طفح يظهر على سطح الجلد، تبدو أعراضه على هيئة احمرار أو هرش أو حبوب! لكن على عكس ما هو شائع فالأمراض الجلدية من أصعب الأمراض، خاصة من ناحية التشخيص، فهي كثيرًا ما تتشابه في بعض مراحلها، ويحتاج الطبيب لوصف دقيق من المريض لبداية ظهورالأعراض، وكيف كان شكلها تحديدًا؟ وكيف اختلف شكلها مع الوقت؟.. انظر إلى صورة شيخ هرم وهو طفل صغير؛ إذ لا يمكن أن تتخيل أن هذا الشيخ كان هذا الطفل الصغيرفي يوم ما!
فمثلاً.. قد يأتي لعيادة الأمراض الجلدية شخصان يشكوان من ظهور بقعة حمراء بها بعض الحكة، ففي هذه الحالة تكاد تتعذر التفرقة بين مرضي النخالة الوردية والتينيا الحلقية؛ حيث يبدآن نفس البداية الموصوفة؛ ولكن مع مرور الوقت تبدأ النخالة الوردية في الانتشار في الجسم، بينما تظل التينيا الحلقية في مكانها ويظهر على أطرافها بثور بيضاء صغيرة.
نعم تختلف الأمراض الجلدية إلى هذا الحد؛ فهي ليست مجرد احمرار أو هرش أو حبوب تطفح على الجلد! .. ولكن هل كل من يُصاب بطفح جلدي يحتاج إلى زيارة الطبيب؟!
كيف نعرف أننا في حاجة للذهاب لطبيب الأمراض الجلدية
ربما يكون من الأجدر أن يذهب كل من يُصاب بطفح جلدي إلى طبيب متخصص، ولكن نظرًا للظروف الاقتصادية الحالية وصعوبة الانتقال في كثير من المدن، ينبغي أن نعلم متى نحتاج فعلاً للذهاب لطبيب الأمراض الجلدية؟!
وللإجابة على هذا يجب أن نعرف أن الأمراض الجلدية يمكن تقسيمها من حيث احتياج الإنسان إلى الذهاب إلى الطبيب إلى 3 أقسام كبيرة:
كيف نشخص نوع المرض الجلدي
غالبًا ما يعتمد الطبيب على الأعراض التي يصفها المريض في تحديد نوع المرض؛ لذلك ينبغي على الفرد العادي أن يعرف كيف يصف أعراض مرضه بدقة للطبيب؛ حتى يساعده على وضع تشخيص – ولو مبدئيًا- صحيح ودقيق، ويجنب المريض نفسه مشقة التردد على أكثر من طبيب، وربما على الطبيب الواحد أكثر من مرة، وحتى يتسنى للمريض ذلك ينبغي عليه الآتي:
وعلى الرغم من بساطة الكلام السابق إلا أن كثيرًا من الأخطاء ما تقع نتيجة سهولة الحصول على أدوية من الصيدليات بدون وصفة طبية، مثل:
- استخدام المراهم المحتوية على كورتيزون قوي والتي تُستخدم مثلاً لعلاج التسلخات.. ولكن تجد المريض يستخدمها لفترة طويلة أملاً في زوال اللون الغامق المتخلف عن الإلتهاب مما يتسبب في حدوث ضمور في الجلد يصعب جدًا علاجه!
- استخدام نفس الأدوية بنفس الجرعات للأمراض التي "تبدو" مشابهة.. فنجد كثيرًا من الناس يستعملون الكورتيزون بالحقن أو بالفم لمجرد أن بعض معارفهم استفادوا منه في علاج بعض الأمراض الجلدية! مما يتسبب في زيادة أمراض يعانون منها فعلاً مثل السكر والضغط أو يصيبهم بوهن في العظام والعضلات دون علاج للمرض الأصلي الذي حاولوا علاجه!
- التأخر في علاج بعض الأمراض مثل السنط، وهو عبارة عن حبوب سطحها خشن تنتج من الإصابة ببعض الفيروسات، ويسميها العامة "نفرة الحمار"؛ مما يتسبب في انتقال العدوى الذاتية، أي ينقل المريض العدوى لنفسه في مكان مختلف من جسده عن طريق التلامس، فتصبح السنطة الواحدة عدة سنطات بل وعشرات مما يصعب العلاج جدًا.
وفي النهاية ننصح كل من يصاب بطفح جلدي أن يتبع الإرشادات السابقة بدقة، ولا يتعجل الأمر حتى يستشير الطبيب خاصة في الأمراض التي تحتاج إلى زيارة الطبيب، ولا يؤثر ذلك على نفسيته؛ لأن كثيرًا من الأمراض الجلدية ينتج عن تعب نفسي أو عصبي.